الوجه الثاني للدوري الاسباني بعيدا عن ريال مدريد وبرشلونة

أمام الأسماء المرعبة والشهيرة في ريال مدريد وبرشلونة ، هناك
"وجه آخر" لبطولة الدوري الأسباني لكرة القدم ، الذي ينطلق اليوم السبت ، يسعى إلى
إثبات أن هناك حياة ، بعيدا عن القطبين الكبيرين .

ويمثل الثنائي الهجومي
لأتلتيكو مدريد ، الذي يضم النجم الأرجنتيني سرخيو أجويرو وهداف أوروجواي دييجو
فورلان ، والهوية الفنية التي أضفاها المدرب الأرجنتيني الشاب ماوريسيو بوكيتينو ،
والطموح الكبير لريال سرقسطة في عودته إلى الدرجة الأولى بعضا من عوامل الجذب
الأخرى للبطولة .

وتجنبت أغلب فرق الدوري الأسباني استثمار مئات ملايين
اليورو في تدعيم صفوفها وركزت جهودها على الحفاظ على قوامها الموسم الماضي
.

كانت إدارة أتلتيكو مدريد واضحة للغاية في سعيها لإبرام صفقات جديدة ،
فبعد رحيل الحارسين المخضرمين الأرجنتيني ليو فرانكو والفرنسي جريجوري كوبيه ، ضم
النادي سرخيو أسينخو ، الحارس الشاب الذي يحمل كل المواصفات التي تؤهله لأن يصبح
رمزا للفريق في المستقبل .

كما جاء خوانيتو ، قلب الدفاع الدولي المخضرم ،
الذي يسعى لقيادة أضعف خطوط فريق العاصمة .

وبفضل الزوجي الرهيب
أجويرو­فورلان ، سجل أتلتيكو مدريد 80 هدفا الموسم الماضي لبطولة الدوري
الأسباني (ثالث أقوى هجوم خلف برشلونة وريال مدريد تحديدا) ، بيد أن شباكه تلقت 57
هدفا (مقابل 39 هدفا فقط في مرمى إشبيلية ، على سبيل المثال) .

لهذا ، فإن
الطموح الأكبر لدى فريق المدير الفني أبيل ريسينو يتمثل في إيجاد التوازن بين
الدفاع والهجوم ، ولو تمكن من تحقيق ذلك الهدف ، سيضمن موقعا مؤكدا في مقدمة جدول
البطولة .

وبات على إشبيلية التوقف عن أداء دور "الفريق المرشح للمنافسة على
البطولات الأوروبية" وأخذ المبادرة كأحد الفرق الساعية للقب الدوري المحلي
.

ومع الاحتفاظ بقوام الفريق دون تغيير ، فضلا عن ضم اثنين من اللاعبين
المميزين ، هما الإيفواري ديدييه زوكورا والأسباني ألفارو نيجريدو ، سيكون التحدي
الأكبر أمام الفريق الأندلسي هو التمكن من توزيع طاقاته بين دوري الأبطال والدوري
المحلي .

يقول البرازيلي لويس فابيانو ، مهاجم الفريق ، :
" أرى جميع
اللاعبين غارقين في العمل والأمل يحدوهم.. ضرورة المنافسة على الدوري أمر واضح
بالنسبة لنا.. أعتقد أن الفريق في حالة طيبة ، ومن المهم ان نستهل البطولة بصورة
جيدة " .

كما أن هناك فرقا أخرى تسعى إلى تحطيم القوالب الجامدة ، والدخول
بين عمالقة القمة من أجل المنافسة على المراكز المؤهلة إلى البطولات الأوروبية
.

إسبانيول مثلا يستحق اهتماما خاصا ، ففريق كتالونيا الثاني عثر في نهاية
موسم 2008/2009 على أسلوب اللعب الذي سعى إليه طويلا بفضل قدوم بوكيتينو. وبالفعل ،
كان هو ثاني أكثر الفرق حصدا للنقاط خلال المباريات العشر الأخيرة للموسم خلف
برشلونة .

فضلا عن ذلك ، يمثل قدوم لاعبين مثل جوان فيردو (الذي برز العام
الماضي في صفوف ديبورتيفو لاكورونيا) أو الياباني شونسوكي ناكامورا عوامل دعم لفريق
يبدو متوازنا في كل الخطوط .

بيد أن التحدي الأكبر أمام الفريق سيكون على
المستوى النفسي وليس الفني. فوفاة قائده المدافع داني خاركي غير المتوقعة كانت
قاسية للغاية على للاعبين وعطلت عملية الإعداد للموسم الجديد.. وستكون استجابة
الفريق خلال المباريات الأولى للموسم عامل حسم مؤكد حول وجهته طوال العام
.

وبين الصاعدين ، يبدو ظهور سرقسطة الأكثر لفتا للانتباه.. فالفريق طبق
سياسة جيدة للتعاقد مع جيرمين بينانت ، الذي تعلم السعي وراء الألقاب في ليفربول
الإنجليزي ، وخوان بابلو كاريزو أحد الحراس المفضلين لدى دييجو مارادونا ، المدير
الفني للمنتخب الأرجنتيني .

كما أن الفريق يمكنه الاعتماد على قدرات مديره
الفني جارسيا تورال الذي تألق موسم 2007/2008 عندما قاد ، بميزانية ضعيفة ، فريق
راسينج سانتاندير نحو التأهل لبطولة كأس الاتحاد الأوروبي للمرة الأولى في تاريخه
.